تخدير | numbness

0 Comments

آه ، ما بال النفس لا تبلى و إن هلك الجسد.

ألعنت فما صار لي فناء ، و ذنوبي ما تعرف غفرانا.

ندمي أعياني و أتعب المرأى ... فما صرت مطيقة إبصار ذاتي.

أنى لي ذلك ، و أنت ما كنت بجنبي باق ، سرحت دموعي سيلا  وَ ما كان ما أشيده مغرورقة محي ساكني القبور

" آنستي ، لا تجهدي نفسك فقلبي لا يطيق "

" صدري يضيق لحزنك ، ماري "

ألم في قلبها ظهر فأمسكته عن حين غفلة منها وهي في الماضي شاردة.

ذكريات كانت أسعد ما تملك ، صارت أمر ما شربته يوما.

○ ○ ○

ابتسامتك ، لطفك ، أمانيك 

كلها حفرت في صدرها فما استطاعت محقها و إن أرادت.

" أتساءل ... أكلمات صادقة كانت تلك  ، لوكاس ... أم كنت تلهي امرأة واهية "

تهمس لنفسها ، تشغلها لعلها تمنع رؤيتها للسجن الذي هي فيه

تريد البقاء في هلوسات جسدها يأسها

و لو كانت أوهاما ، لغرقت فيها طواعية رجاء لقائك.

○ ○ ○

" اقتلوا الطاغية "

كلمات عديمة الإحساس ... كاذبة ، لا تجسدها شيئا. هي التي لم تمد يدها على عامي أو رفعت صوتها على خادم.

محمية حياتها كانت ، لكنها تعرف أن مقتل العائلة الحاكمة أمر حتمي.

مقتلها مكتوب لا محال !!

سقوط النظام الدكتاتوري ... تهزأ بهذه الكلمات ، فقد أدركت متأخرا أن لا شيء سرمدي.

حتى الأمن الذي انتشله عشيقها

تُخفي ملامحها ... و تبتسم

○ ○ ○

أشعر بشفتاي تشكلان ابتسامة رضى

عن ماذا أنا راضية ؟ 

لا أظنني أعرف الإجابة ، و ما عنيت بمعرفتها.

أمد ببصري نحوك و أتوجه نحوك قاتلي.

تضيق عيناك 

( لا تنظر لي بتلك النظرة ... أنا أترجاك )

أصرخ في قرارة نفسي و لا أجرؤ عن الكلام ، ليس خوفا منك.

و لكن خوفا من حقيقة أنكرتها دوما

وَ يذهب وجهك الباسم

( أتعلم ، حتى تكشيرك في وجهي صار ترفا لا أحظاه ... ما أرى إلا برودك الهنيهة )

انقبض صدري و تحطم أجزاء كما حطمت أحلامي ... كلا .. بل أوهامي ، يا من كنت أعز إلى قلبي و نفسي

انشرح ضيقي فجأة و أنا أستشعر قدوم حتفي

كنت أقاد في الشارع وَ ظهره يقابلني ، مقيدة كنت .

و لأول مرة شعرت بالمسافة التي تفصلني عنك

" فرح أنت لا بد .. بتخلصك من رعناء مثلي "

أتوجه ببصري نحو النيران التي تلتهم قصرا عشت فيه طيلة عمري

لا أشعر بشيء ... و الألم الذي أطاح بجسدي تخدر

لعله ينبغي أن أمقت قاتل والدي

( لا أقدر ، عزيزي ... و لو نكلت بي ما استطعت أن أكرهك ، و لا كره أحد غير نفسي )


و أحقد عليهم ... من تجاهلوا البشر و طغوا و تجبروا في الأرض مفسدين

أم يجدر بي حمل السخيمة على ذاتي الخرقاء البغيضة التي لم ترى بأسهم

يئست من الدنيا و هي اليوم تتبرأ مني 

" يوم الحرية "

تدخل الكلمتان على وهلة و أنفجر ضاحكة بهستيرية ، تراني بغرابة 

لكنني لم أهتم كما لم يهتم أحد بي قبلا

( أنا متعبة ، منهكة ... و ما أستطيع الشعور كما كنت قبلا وَ كأنني عدت إلى غرفتي التي سُجنت فيها قبل لقائك )

شعور بالعجز ينهكني حين أدركت محبتي لشخص ما أحبني يوما

( مكتوب علي في هذه الحياة أن أكون وحيدة ، أعرف ذلك ... لكن الوحدة ترعبني )

أتهزأ بغبائي خفية كلما أطلعتك على ما يخالجني ...

لكنني لن أعرف ، لأنني لن أسأل ذلك أبدا 

( مترددة في قبول واقعي ، جبانة حتى النهاية )

أسخر من نفسي و صوت ضحكي دوى في المكان ... يائس محطم يثير الشفقة

○ ○ ○

أراه ، صديقي يوما كان و لم يعد .. 

ما كان لي رفيق و كل من عرفته لزعيم الثورة يمتثل

عيناه ملئتا خيبة و حزنا .. و لا أدري أينا يجدر به ذلك الإحساس

هو الذي خانني وَ سحق ثقتي أم أنا الذي آمنت به

( خرقاء ... ألا تدركين أن ما لك من رفيق و لا معين )

دموعي تسيل حسرة و دمائي تنهمل جراء جرم الناس بي.

أجثو على ركبتي مطأطأة في التراب و تساؤل غريب يتسولني

أدمائي تتشربها الأرض أم تنفر مني  كما نفر مني أبوي قبلا وَ أعز الناس لي

○ ○ ○

" هنيئا لوكاس ... هنيئا "

تقول الأخيرة في همس فلم يسمعها و في خلدها تمتم

فخرك عشه .. و .. أنا ... في الخزي أُقبر

يرفع السيف ببرود منفذا عليها الحكم

تجاهل ألما في قلبه لما سلب بيديه حياتها  و أسقطها من نعمتها

غادرت المهجة عيناها الزمرديتان ... فهمس و لم تسمع

" نامي بسلام ، ماري . فأنت تستحقين خيرا من "

و ما يدري أنه في ندمه متخبط ... وفي ذكرياته منتش


You may also like

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة الإلكترونية

التسميات

تخدير | numbness

آه ، ما بال النفس لا تبلى و إن هلك الجسد. ألعنت فما صار لي فناء ، و ذنوبي ما تعرف غفرانا. ندمي أعياني و أتعب المرأى ... فما صر...